يعيش العراق أزمة مياه خانقة بعد فشل موسم الأمطار هذا العام مما أدى إلى القضاء على المحاصيل الزراعية في بعض أجزاء البلاد، وإلى زيادة غير عادية في هبوب العواصف الرملية بسبب جفاف الأرض.وقد فاقمت السدود ومستودعات المياه في تركيا وسوريا من الأزمة التي يعاني منها العراق، فدنت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات الذين ينحدران من البلدين المجاورين بأكثر من 60% على مدى عشرين عاما الماضية. وفي مقابلة مع صحيفة تايمز نشرتها اليوم الثلاثاء, أعرب وزير الموارد المائية عن قلقه من الظاهرة لكنه قال إن حكومته تبذل كل ما في وسعها للتصدي لمشكلة الجفاف. واعترف لطيف رشيد أن العجز في إمدادات المياه والنقص في المحاصيل والإنتاج الزراعي، يشكلان أزمات يأمل أن يتمكن من إدارتها. ويعتبر المزارعون الأشد تضررا من الأزمة حيث جفت الأنهار، وانخفضت مناسيب المياه في المستودعات. وفي محافظة ديالى, أصاب الجفاف الأرض الزراعية التي كانت قنوات الري تشقها طولا وعرضا يوما ما, وظمئت المواشي, وتغضن سعف النخيل. وتعكف الحكومة حاليا على وضع الخطط لحفر مزيد من الآبار وتزويدها بمعدات لمعالجة المياه, لكن شيئا من ذلك لم ير النور بعد -تقول الصحيفة البريطانية– مما جعل الناس يفقدون الأمل, فاضطر معظمهم للرحيل إلى المناطق الحضرية. ويتراوح متوسط هطول الأمطار السنوي ما بين 1100 و1200 ملليمتر, لكن معدلات هطولها هذا العام بلغ ما بين 20 و30%. وأبلغ رشيد تايمز أنه زار كلا من أنقرة ودمشق ليطلب من الحكومتين التركية والسورية السماح بتدفق مزيد من المياه إلى بلاده خاصة من الفرات.
|